نشرت مؤسسة “مؤمنون لا حدود” بحثاً لنائب رئيس منتدى محمد علي لقمان للدراسات، أمين اليافعي، بعنوان “التعددية الثقافية وهواجس متفاقمة: محفزات التواصل وأسباب العزلة”.

الرابط الأصلي

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على النقاشات والمواقف المتباينة إزاء سياسات التعددية الثقافية، خصوصاً في أوقات الأزمات التي تكون ذات صبغة هوياتية واضحة، وبالتالي تبيّن الرهانات المختلفة على هذا النموذج من السياسات الساعي إلى منح حقوق ثقافيةً للجماعات المختلفة ومدى قدرته على الصمود في مواجهة تحدّيات عسيرة، فضلاً عن أن يكون أحد الحلول الممكنة، في لحظة تبدو فيها التحديات والحلول/المواقف السياسية تخضع لقانون نيوتن الثالث، تزداد التحديات تعقيداً في أبعادها وارتداداتها الثقافية المُعولمة، بينما تزداد المواقف السياسية ميلاً إلى اليمينية والانعزال.

وعلى ضوء هذه التطورات، استعرضت الدراسة طبيعة النقاشات التي تدور في ألمانيا حول نموذج سياسات التعددية الثقافية. والتجربة الألمانية يمكن أن تكون حقلاً خصباً للدراسة، فقد أصبحت حالة مكثفة لطبيعة النقاشات المحتدمة والمتضاربة التي اُعيد فتحها حول هذا النموذج من السياسيات، ولعدّة أسباب: الظروف التاريخية والاجتماعية، طبيعة الهجرات السابقة وشكل حضور الجاليات المهاجرة في المجتمع، استقبال أعداد كبيرة من الوافدين الجدد خلال السنوات القليلة الماضية، صعود قوى اليمين الشعبوي، وما يستدعيه كل ذلك من تحديات وقضايا، فضلا عن التطورات والمشاكل العابرة للحدود التي بات كل بلد يصله نصيبه الوافر من تبعاتها.