موروث عدن الثقافي ومعالمها الأثرية
يُنظم منتدى محمد علي لقمان للدراسات ندوة بعنوان
“موروث عدن الثقافي ومعالمها الأثرية”
في ضرورة حماية ذاكرة المدينة الصلبة وخيال أمكنتها العابر للحدود والأفاق من العبث والتدمير
الزمن: 25 سبتمبر 2020، الساعة 6 – 7:30 مساء (بتوقيت مدينة عدن).
المتحدثون: د. أسمهان العلس (أستاذة التاريخ في جامعة عدن)، المهندس شادي علوان (حاصل على شهادة ماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة لوند السويدية). يُدير الندوة الإعلامي أسامة عدنان.
ستُقام الندوة عن طريق برنامج الزوم
على مر العصور، مثّلت مدينة عدن نقطة التقاء وتلاقح مهمة بين شرق العالم وغربه، شماله وجنوبه، بكل ثقافاته وطوائفه وأعراقه. ولقد أهّلها هذا الموقع الجغرافي المميز، والأدوار التي لعبتها تاريخياً، إلى أن تغدو فضاءً حراً ورَحِباً احتضن بدفء الكثير من الأنماط الثقافية والمعالم الأثرية، فعكس كل ذلك تنوعاً ثرياً، وبلْور على الدوام شخصيتها المدنية اللافتة.
وعلى الرغم من التأثيرات الخارجية التي تتعرض لها باستمرار، الكثيفة منها والعابرة، سواء بسبب الاستعمار الأجنبي أو عن طريق المثاقفة بانفتاحها على العالم، فقد حاولت أن تستوعب كل هذه التأثيرات، فتدمغها بطابعها المحلي الخاص، لتخلق مزيجاً خلاّقاً ومتناغماً بين المحلي الخالص والعالمي الخالص، وهذا ما يبدو جلياً عند التنقيب في مصادر موروثها الثقافي ومعالمها الأثرية: اسماءها، طابعها المعماري، وخلفيتها الدينية أو الاجتماعية.
لكن هذا التراث العريق والمتنوع، سواء كان في جوانبه المادية والمتمثلة في المعالم الأثرية والتاريخية والشواهد المدنية أو التراث الثقافي والاجتماعي (غير المادي)، يتعرض منذ سنوات، وبفعل الاضطرابات السياسية والحروب، لعمليات متواصلة ودؤوبة من العبث والتدمير طال تقريباً كل شيء: الجوانب الثقافية والمعالم وسرقة الآثار والمقتنيات التاريخية والبسط على المواقع الطبيعية والبيئية وحتى المتنفسات الصغيرة. وهذا التدمير الممنهج يُهدد بمحو كل رأس مال المدينة الثقافي والاجتماعي والرمزي، وحتى الاقتصادي، وربما قد يقفل الباب تماماً أمام أي محاولات للنهوض مجدداً، أما تبعاته الكارثية فستكون فادحة في تغيير شخصية المدينة المدني، وتجفيف كل مصادرها الغنية والمؤثرة، كما يُهدد السلم الاجتماعي بين المجموعات السكانية المتنوعة.
تُسلط هذه الندوة الضوء على الجوانب الثرية في الموروث الثقافي لمدينة عدن، جماليات الفن المعماري الفريد، أهمية المعالم الأثرية، كما تحاول التنبيه من المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها المدينة نتيجة عمليات التدمير المتواصل.